أصيب أكثر من 50 شخصا في العاصمة الموريتانية نواكشوط خلال مصادمات بين قوات الشرطة ومتظاهرين غاضبين حاولوا الوصول إلى مبنى السفارة الإسرائيلية، وذلك للمرة الثالثة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وخرج آلاف المتظاهرين من أغلب مساجد نواكشوط في عدد من المسيرات التقت في مهرجان خطابي قبل أن تتجه إلى السفارة الإسرائيلية ومقر السفارة المصرية حيث كانت قوات الأمن لهم بالمرصاد، مما أدى إلى إصابة عشرات المتظاهرين بجراحات متفاوتة بحسب مصادر طبية.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بقطع العلاقات الموريتانية الإسرائيلية، وتشيد بالرئيس الفنزويلي لطرد بلاده السفير الإسرائيلي.
مسيرات أخرى
وإضافة للعاصمة نواكشوط خرجت مسيرات أخرى في عدد من المحافظات الموريتانية خصوصا في "نواذيبو" و"ازويرات" كبرى محافظات الشمال الموريتاني، كما قالت رابطة الأئمة إنها خصصت خطب الجمعة في جميع مساجد البلاد للتضامن مع غزة.
وفيما يتصل بالمصادمات قرب السفارة الإسرائيلية قال مصدر طبي في المستشفى المركزي بنواكشوط إن المستشفى استقبل منذ بدء الاشتباكات وحتى ساعات المساء أكثر من 50 جريحا من المتظاهرين، وثمانية مصابين في صفوف الشرطة، وقال إن الإصابات متنوعة ومتفاوتة وبعضها في حالة حرجة.
وعلمت الجزيرة نت أن من بين المصابين في حالة خطيرة الشرطي المفوض إسماعيل جاكيتي الذي فقد إحدى عينيه وأصيب إصابات بالغة في وجهه، ومن بين المصابين إصابات خطيرة أيضا أحد المتظاهرين فقد أسنانه وتعرض وجهه لتشوهات بالغة.
أحد الجرحى في الصدامات بين الشرطة والمحتجين قرب سفارة إسرائيل (الجزيرة نت)
وقال أحد الجرحى للجزيرة نت إن قوات الشرطة اعتدت عليهم بينما كانوا يتوجهون في مسيرة سلمية للسفارة الإسرائيلية، لكنه اعتبر ذلك "شيئا بسيطا جدا وأقل حتى مما يجب على الفرد العادي أن يدفعه نصرة ومواساة لإخوانه الذين يمعن العدو في قتلهم وإبادتهم دون أبسط رحمة، وبتواطؤ عربي ودولي مقيت".
وبالإضافة إلى الإصابات البشرية تعرضت آليات وسيارات للشرطة لأضرار، كما تسببت الاشتباكات في إغلاق الأسواق والمحلات المجاورة، وفي توقيف حركة المرور بالكامل في وسط المدينة.
وعلمت الجزيرة نت أن وحدات من الشرطة قامت باقتحام المسجد الجامع وسط العاصمة الذي انطلقت منه بعض المظاهرات بحثا عمن تصفهم بقادة المظاهرات، كما وصلت وحدات أخرى إلى خيمة نصبتها منسقية الأحزاب السياسية منذ بداية العدوان على غزة وفرقت المعتصمين داخلها وأزالت الخيمة.
وقد فسر مراقبون مسلك السلطات الموريتانية بأنه يعد تغيرا في تعاملها مع المتظاهرين بعد أن ظلت تتعاطى مع كل النشاطات والفعاليات التضامنية مع غزة بتسامح تام.